حفل اطلاق نتائج دراسة البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (بيزا) 2018

مندوبا عن سمو الامير الحسن بن طلال رئيس المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا، رعى رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز اليوم الخميس، حفل اطلاق نتائج دراسة البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (بيزا) 2018 الذي اقيم في المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية.

أظهرت نتائج الدراسة التي اعلنتها منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي زيادة في متوسط علامات طلبة الاردن في مبحثي العلوم والرياضيات بمعدل 20 درجة لكل مبحث فيما زاد متوسط اداء الطلبة في القرائية بمعدل 11 درجة مقارنة مع نتائج دراسة عام 2015.

وبذلك يكون الاردن قد حقق تقدما ملحوظا في نتائج هذه الدراسة الدولية التي تجري مرة كل 3 سنوات علما بان مشاركة الاردن فيها تعود الى العام 2006 ليكون بذلك من اوائل الدول العربية المشاركة بما يعكس حرص الدولة الاردنية على الارتقاء بمستوى العملية التعليمية.

واكد رئيس الوزراء، في مداخلة له خلال حفل الاطلاق، ان الشراكة الحقيقية بين وزارة التربية والتعليم بجميع كوادرها مع المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية، اثمرت عن تحقيق نتائج جيدة في هذا الامتحان الدولي بعد استخلاص الدروس والعبر وتحليل نتائج المشاركة السابقة.

ولفت الى ان هذه النتائج عن العام 2018 جاءت بعد نتائج متواضعة في العام 2015 والتي شكلت ناقوس خطر حقيقيا وتراجعا مستمرا في المورد الأهم، وهو المورد البشري .

واكد الرزاز ان نتائج هذه الدراسة الدولية اثبتت ان الاردن هي الدولة العربية الوحيدة التي كانت فوق المعدل، لعامل الارتباط بين الدخل القومي ونتائج الدراسة، مشيرا "هذا يؤكد ان جهودنا لتطوير العملية التعليمية قد اثمرت".

وأضاف "اذا استثنينا دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي الاوروبية، فإن الاردن هي الدولة الثانية في العالم من حيث التحسن والقفزة التي حققها في نتائج هذه الدراسة الدولية"، مؤكدا "املنا ان نصل الى متوسط هذه الدول بالنظر لكوادرنا ومدارسنا المؤهلة لتحقيق القفزة المنشودة".

وشدد رئيس الوزراء على ان توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ان نولي هذا الملف الاهمية القصوى باعتباره استثمارا حقيقيا في المستقبل سيما والاردن على مشارف دخول المئوية الثانية لتأسيسه.

وبين رئيس الوزراء أن نتائج هذا الامتحان الدولي توفر حجما هائلا ومنجما حقيقيا من البيانات التي تساعد بالخروج بسياسات لتعزيز العملية التعليمية وتصويب مكامن الخلل.

واشار الى ان هذه الامتحانات الدولية والنتائج التي يتم تحقيقها تستدعي التركيز على الانتقال من مفهوم الحفظ الى الفهم والتحليل في التعامل مع المعلومة، وتحويل المواد الدراسية من مجرد علوم نظرية الى دروس عملية قابلة للتطبيق، مؤكدا ان من اهم المعايير ذات الاثر على اداء الطالب هو شعوره بالأمان والانتماء لمدرسته.

واكد رئيس الوزراء ضرورة التركيز على مرحلة رياض الاطفال ودور مدير المدرسة والمعلم في جميع مراحل العملية التعليمية، لافتا الى ان الحكومة بصدد تطوير نظام خدمة مدنية يكافئ الموظف المتميز.

واكد وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي، ان نتائج الاختبار تحتم على الوزارة البدء بخطة متامكلة تتضمن اربعة محاور اساسية، يعنى الاول منها بالمناهج من خلال عمل برامج تدريبية جديدة واعادة النظر في البرامج القائمة الموجودة، وبما يركز على الكفايات التي تصنع الفرق في اداء المعلم ويسهم في تحسين مستوى ادائه في التعليم، وذلك بالتعاون مع اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين والجامعات الاردنية.

كما ستعمل الوزارة ضمن المحور الثاني بحسب الوزير النعيمي على المناهج ضمن الاطار الوطني العام للمناهج، من خلال تحليل اخطاء الطلبة في تعلم الرياضيات والعلوم والمهارات القرائية، وبما يزود الطلبة بالكفايات التي تمكنهم من المنافسة العالمية وذلك بالتعاون مع المركز الوطني للمناهج.

وقال ان المحور الثالث لخطة الوزارة، سيركز على البحث والسياسات البحثية عبر اجراء الدراسات والبحوث العلمية المحكمة، بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية والجامعات الاردنية، فيما يركز المحور الرابع على استدامة التواصل والاعلام لايصال رسالة واهداف الوازرة بالشكل الدقيق والصحيح.

واكد الدكتور النعيمي في هذا الاطار، اهمية العوامل المرتبطة بالطالب وتصنع تقدمه الحقيقي وهي ثقته بنفسه، وقدراته على التعلم وشعوره بالامان اثناء التعلم، مبينا ان جميع هذه العوامل مرتبطة ايضا بدور المعلم الذي يعتبر حجز الزواية في اي نطام تعليمي وهو الذي يشعر الطالب بالثقة في تعلمه والمسؤول عن تعلمه.

وشدد وزير التربية والتعليم على اهمية النتائج التي حققها طلبة الاردن في اختبار بيزا 2018، والبيانات الاحصائية المعمقة التي تضمنتها، مبينا ان تقدم طلبة الاردن بنحو 20 نقطة بحسب النتائج، يؤشر من الناحية التربوية الى تقدم الطلبة بنحو ثلثي عام دراسي مقارنة مع نظرائهم عن عام 2015 ما يعني ان جودة التعليم في تحسن مستمر.

وشدد النعيمي في هذا الاطار على اهمية رياض الاطفال، حيث تظهر نتائج بيزا 2018، ان الطلبة الذين التحقوا برياض الاطفال، حققوا نتائج افضل عام 2018، ما يؤكد اهمية الاستثمار في رياض الاطفال التي تضمنتها حزم الحكومة وخطة عملها للمرحلة المقبلة.

وقال ان الاردن يعمل على الاستعداد لعقد الامتحان بيزا في دورته المقبلة عام 2021، بالصيغة الالتكرونية، مبينا ان الوزارة وضعت بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية خطة تتضمن جملة من المحاور التوعوية والاجرائية اللازمة.

واعرب وزير التربية والتعليم عن شكره وتقديره للزملاء المعلمين والادارات المدرسية، مؤكدا ان مدارسنا تزخر بالعناصر التربوية المتميزة التي سترتقي بنظامنا التربوي الى مصاف الدول المتقدمة.

وكان رئيس المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية الدكتور عبد الله عبابنة، قد عرض نتائج طلبة الاردن في الدراسة الدولية التي تشرف عليها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادي (OECD) مرة كل ثلاث سنوات للطلبة بعمر 15 عاما في 3 مجالات هي الرياضيات العلوم والقرائية، وتجرى في الاردن بالتعاون مع المركز.

وقال الدكتور عبابنة، ان اداء طلبة الاردن في هذه الدورة جاء مختلفا عن الدورات السابقة الاربع للدراسة، التي بدات مشاركة الاردن فيها عام 2006، مبينا ان اداء طلبتنا في الدراسة للعام 2018، شهد تحسنا واضحا وجوهريا في المجالات الثلاثة للدراسة.

وبين ان الاردن تصدر بحسب نتائج الدراسة، الدول المشاركة التي اظهرت تحسنا في العلوم، فيما جاء ترتيبه بالمركز الثالث من حيث درجة التحسن في الرياضيات، في حين نقص درجة واحدة فقط ليكون ضمن قائمة الدول الخمس التي اظهرت تحسنا في القرائية.

واوضح الدكتور عبابنة، ان هذا التحسن، رافقه انحسار الفجوة بين الجنسين وبين طلبة الريف والحضر/المدينة، فيما اظهرت النتائج ايضا تقدم ترتيب الاردن في المباحث الثلاث مقارنة مع ترتيبه في الدورة السابقة للدراسة.

وقال ان التحسن في اداء طلبة الاردن في الدراسة، يعطي مؤشرا حول جودة النظام التعليمي الاردني وحيويته وكفايته، مبينا ان هذه النتائج وبعد تحليلها المعمق، ستساعد وزارة التربية والتعليم والسلطات التعليمية الاخرى على اجراء التدخلات والمقاربات الجديدة التي ستعمل على اقرارها وتؤثر على نوعية المخرجات وترفع سويتها.

واكد الدكتور عبابنة ان هذا التحسن، ياتي منسجما مع المؤشرات الواجب تحقيقها في الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية وخطة عمل الحكومة، مبينا ان هذا الانجاز الوطني، يضعنا جميعا امام تحديات جديدة لتحقيق مزيد من التحسن في الدورة القادمة للدراسة عام 2021 بشكلها الالكتروني الجديد.

وقال ان هذا التحسن هو ثمرة لجهود تربوية تراكمية تشاركية وتنسيق عالي المستوى، ظهر في الخطة المحكمة التي تم اعداداها خلال العام الدراسي 2017/2018 بقيادة وزارة التربية والتعليم ومشاركة كل السلطات التعليمية الاخرى وهي التعليم الخاص والثقافة العسكرية والاونروا، بالاضافة الى المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية.

وبين ان الخطة هدفت الى رفع حالة الوعي بأهمية مثل هذه الاختبارات لدى اولياء الامور والطلبة والمعلمين والمشرفين التربويين والادارات المدرسية، ورفع درجة الاستعداد لدى الجميع، حيث تم تعريض المشرفين التربويين في المجالات الثلاثة لتدريب مكثف لنقله للمعلمين معززا بنماذج تدريبية مصورة ومدعما بنماذج من الاسئلة المحررة من الدورات السابقة وتعميمها على الميدان لنقل اثرها الى جميع الطلبة في المدارس بالاضافة الى نشر فيديوهات قصيرة توعوية للطلبة والأهالي والمعلمين.

كما اشار الدكتور عبابنة الى الخطط النوعية لوزارة التربية والتعليم خلال العقد الماضي لتطوير التعليم في الاردن وهما " ERFKE1&2 "، وما نفذته الوزارة فيما بعد من مقاربات تربوية عديدة مست كل النظام التربوي والتعليمي بمدخلاته وعملياته ومخرجاته، ما اثر بشكل ايجابي وكبير على مستوى اداء طلبتنا.

وتضمن حفل الاعلان الرسمي عرضا حول نتائج طلبة الاردن في الاختبار وما حققه من تحسن كبير وجوهري مقارنة مع نتائج الدراسة في دروتها لعام 2015.

واظهرت النتائح، ان الاردن حقق زيادة بمعدل 20 درجة في متوسط علامات طلبته في كل من مبحثي الرياضيات والعلوم و11 درجة في القرائية، فيما تقدم الاردن بمعدل 18 رتبة في العلوم و7 رتب في الرياضيات و10 رتب في القرائية.

وتهدف الدراسة الى قياس مدى نجاح الأنظمة التربوية في البلدان المشاركة في إعداد وتهيئة من هم بعمر 15 عاما لمواجهة تحديات المجتمعات المعاصرة وامتلاكهم لمهارات القرن ال 21، ومساعدة الأنظمة التربوية في التعرف على نقاط قوتها وضعفها للعمل على تلافيها من أجل تحسين مخرجات التعليم، وقياس التغيّر في أداء الدول المشاركة عبر حلقات الدراسة المتتابعة، وتوفير مقارنة معيارية من خلال مؤشرات أداء أساسية للنظام التربوي داخليا ومع أنظمة تربوية أخرى.

وأكد وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي في تصريحات صحفية عقب اللقاء، أهمية دراسة البرنامج الدولي لتقييم الطلبة "بيزا"، كونها تشكل أداة محايدة وموضوعية لقياس كفاءة أي نظام تعليمي للدول المشاركة فيها، إضافة إلى أنها تمثل فرصة للوقوف على جوانب القوة والضعف لمهارات الطلبة.

وأضاف " وعلى ضوء نتائج الدراسة يمكن الوصول إلى مجموعة من السياسات التي يمكن أن يتم الأخذ بها للنهوض بنظامنا التعليمي والتربوي".

وأشار النعيمي إلى أن دراسة بيزا لا تقيس مهارات الحفظ والتذكر، بل تقيس مهارات وظيفية مطلوبة من الطلبة للتنافس في سوق العمل، لذلك تعد الدراسة التي تشرف عليها منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي (OECD) على درجة عالية من الأهمية، لأنها تمثل محطة للوقوف على نوعية المهارات التي يوظفوها في الحياة اليومية وللانخراط في سوق العمل.

ولفت إلى أن الأردن مشارك نشط في الدراسات الدولية، إذ بدأ مشاركته في دراسة "بيزا" منذ عام 2006 وتعتبر هذه هي المرة الخامسة التي يشارك فيها، مشيرا إلى أن أداء المملكة شهد نوعا من التذبذب خلال السنوات الماضية لاسيما في عام 2015 حيث كان التراجع ملحوظا.

وتابع " في هذه الدورة تقدم الأردن بمقدار 20 نقطة في العلوم، و20 نقطة في الرياضيات، و11 نقطة بالمهارات القرائية"، مبينا أن موقع الأردن أقل من المتوسط الدولي لكن الدول التي تشارك في هذه الدراسة هي دول ذات أنظمة تعليمية متقدمة، متطلعا للوصول إلى مواقع متقدمة في الدراسة مستقبلا.

وشدد النعيمي على أن التقدم الذي شهده الأردن في مشاركته بالدورة الحالية لدراسة " بيزا" يشكل نقطة التقاء للبناء عليها في الدورات المقبلة، مشيرا إلى أن هناك خطة لدى وزارة التربية والتعليم للاستمرار في مسيرة التقدم تتضمن مجموعة من المحاور منها ما يتعلق بالتنمية المهنية، ومحاور أخرى مرتبطة بالمناهج، والتوعية، والدراسات والبحوث.

من جانبه، قال رئيس المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية الدكتور عبدالله عبابنة إن عدد الدول التي أحرزت تحسنا في دراسة " بيزا" كان محدودا جدا، مشيرا إلى أن الأردن احتل الصدارة على صعيد التحسن في مجال العلوم من بين ست دول، إذ كان ترتيبه الثالث من بين 13 دولة شهدت تحسنا على مستوى 79 دولة شاركت في الدراسة.

وأضاف أن طلبة الأردن كان ينقصهم درجة واحدة ليكونوا ضمن الخمسة الأوائل الذين أظهروا تحسنا كبيرا جدا في مجال القرائية بدورة "بيزا" عام 2018